القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
تفسير آيات الأحكام من سورة النور
61645 مشاهدة
تفسير قوله تعالى: وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ

...............................................................................


ثم قال: وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ هكذا أخبر. لماذا ؟
أولا: الطائفة قيل: أقلها اثنان، وقيل: يكفي واحد، ولكن السنة أن يعلن عن هذا الحد، ويجلد في أماكن عامة، ويعلن عنه قبل إقامته. والحكمة في ذلك أنه إذا أعلن وجلد أمام الناس، وأعلن عن ذنبه وجرمه، وقيل: هذا جلده لأنه زنا، وهذا جلدها لأنها زنت؛ فإن الناس ينزجرون، وينتشر خبرها، ويتوقف ضعاف النفوس عن أن يفعلوا كفعله، أو أن يقدموا على هذا الفعل، الذي هو تعاطي هذه الفاحشة؛ فإنه لو أقيم عليه الحد سرا ما علم الناس به، ولا حصل بذلك الانزجار، ولا اشتهر أمره .
بخلاف ما إذا شهد أناس يتناقلونه، ويذكرون اسمه وينقلون ما شاهدوه. يشاهدون شدة الضرب، وينقلون هذا الخبر، هذا الخبر في المجتمعات، وفي الأماكن؛ فيكون في ذلك ما يسبب انزجار الناس عن الإقدام على هذا الفعل. ومع ذلك فإن نفوس أهل الفسوق ضعيفة، لا يزجر كثيرا منهم إلا إقامة الحدود عليهم، والعادة أن أهل الفواحش يخيل إلى أحدهم أنه لا يشعر به أحد أنه يزني، ومع ذلك لا يتأثر بالزواجر الإلهية، ويخيل إليه أنه يستتر ولا يشعر به أحد.